قصص مسلّية للأطفال من عالم الحيوانات
1-قصّة الدّجاجة النّشيطة:

الطّقس رائع، فالسّماء زرقاء صافية لا أثر فيها لغيمة أو سحابة، والشّمس في كبد السّماء ترسل أشعّتها كسبائك الذّهب.
خرجت دجاجة سلمى إلى الحقل البديع، وكر العصافير والفراشات ومرتع الخرفان لتبحث عن قوتها وقوت صغارها. ها هي تنبش الأرض بجدّ ونشاط بدون ملل.
أمّا الفراخ الصّغيرة الصّفراء فتمشي وراءها ببطء.
بغتة عثرت الدّجاجة الحمراء على حبّات قمح متناثرة وقالت: ما أروع هذا القمح!! سأبذره وسأعتني به حتّى ينمو."
أقبلت الدّجاجة على جارتيها الإوزّة السّوداء والبطّة البيضاء وقالت لهما بأدب:" هيّا نزرع معا هذا القمح ونعتني به".
سكتت الإوزّة وهرعت البطّة وركنت تحت شجرة الإجّاص.
اغتاظت الدّجاجة وأنجزت العمل بمفردها، ثمّ اعتنت بالبذور حتّى نمت وكبرت.
في فصل الصّيف نضج القمح وأصبح جاهزا للحصاد.
أسرعت الدّجاجة للجارتين تطلب مساعدتهما. امتنعت البطّة وتكاسلت الإوزّة.
خرجت الدّجاجة تحصد القمح بنشاط وحيويّة حتّى أخذت القمح الذّهبيّ وحملته إلى الطّاحونة القريبة من قنّها وطحنته ثمّ غربلته وخلطته وعجنته في إناء من طين.
صنعت الدّجاجة من الدّقيق الأصفر فطائر شهيّة وهي تردّد بمرح :"من جدّ وجد ومن زرع حصد".
نضجت الفطائر وانبعثت منها رائحة ذكيّة تنعش النّفوس وتدغدغ الأنوف. أقبلت الإوزّة والبطّة تريدان الأكل وهما تقولان: "ما ألذّ الفطائر وما أطيب رائحتها !!"
نظرت إليها الدّجاجة باشمئزاز وصاحت فيهما: "ابتعدا أيّها الكسولتان فهذا طعام صغاري."
انصرفت الجارتان حزينتين وهما تردّدان: "ليتنا ما تقاعسنا".
رقّ قلب الدّجاجة لحال الإوزّة والبطّة فنادتهما وقالت لهما بحنان:" هيا تفضلا كلا خبزا لذيذا." شكرت الجارتان الدّجاجة على كرمها. قالت البطّة بندم:" أنا متأسّفة لكنّني كنت أنانيّة وسوف لن أتكاسل بعد اليوم."
2- قصّة الجرو الصّغير الأمين:

قفز الجرو الصّغير وانطلق مسرعا خلف الكرة. ابتعدت الكرة ودخلت بين الأشجار لكنّه اتّجه خلفها حتى استطاع إدراكها.
أمسك الص{غير الكرة وأعادها إلى أصدقائه ليكملوا اللّعب بها. انتبه إلى شيء ما يلمع بين الأشجار. نظر إليه فإذا بسلسلة ذهبيّة جميلة ملقاه على الأرض.
اقترب وأخذها وعاد إلى أصدقائه.
عندما رأوها فرحوا وقالوا : نستطيع الآن شراء كرة جديدة.
قال الجرو: لكنّها ليست ملكي. لقد وجدتها ولا بدّ أنّها سقطت من صاحبتها وهي بالتّأكيد تبحث عنها الآن.
قال أصدقاؤه: لكنّنا نحتاج كرة جديدة لأنّ هذه قديمة وبدأت تتمزّق.
قال الجرو: ومن الأمانة أن أبحث عن صاحبة السّلسلة وأعيدها إليها، وأنا أثق أنّكم ستساعدونني.
تحرّك الأصدقاء جميعا وبدأوا يسألون الحيوانات إن كان ضاع منهم شيء.
قابل الجرو النّعامة وكانت تبدو حزينة فسألها عن سبب حزنها فقال إنّها فقدت سلسلة ذهبيّة ورثتها عن أمّها، وهي غالية الثّمن.
لكنّ قيمتها عندها أكبر من ثمنها لأنّ أمّها كانت ترتديها.
سألها الجرو عن شكل السّلسلة فوصفتها له فتأكّد أنّها سلسلتها فأخرجها لها وقال إنّه وجدها بين الأشجار أثناء اللّعب.
فرحت النّعامة كثيرا وقالت إنّها ستكافئه على أمانته.
تعليقات
إرسال تعليق